الاثنين، 12 يوليو 2010

حرية في السجون


أن أودعت في سجن ولم يبق لديك إلا الكلمات فأنت في عيشة راضية. ما أقبح العالم لولا كلمات هنا وهناك ,منها رسائل الشاعرالتركي ناظم حكمت التي كتبها من سجنه إلى صديق آخرفي السجن أيضا ,مخترقة أسوارالقهروالظلم وكأنها صادرة من عالم آخركله محبة وجمال وسعادة و—حرية ,تخاطبنا جميعا بكل أمل وفرح وتفاؤل وكأنها ترثي لفقرحالنا الروحي ونحن مطلقي الحرية مقارنة بثرائها الروحي وهي في السجن. صديق آخركان يكتب له ناظم حكمت الرسائل وكان ناظم في السجن وذالك الصديق حرا طليقا ,كتب هذا الصديق رسالة إلى ناظم بعد إستلامه منه إحدى رسائله العذبة المعهودة عنه يقول فيها لناظم :"على رسائلك الجميلة هذه يا ليتني بأمكاني أن أتبادل معك مكانك بالسجن وأنا لدي هذه العبقرية الشعرية في كتابة الرسائل."



حاول المساجين الكبارمنذ الماركيز دي ساد وحتى ناظم حكمت أن يبقوا على إتصال بالخارج بواسطة حبل جنيني مؤلف من الكلمات ,كلمات ليست مجرد حروف مرصوفة بل إنها معادلات لمشاعرإنسانية حين تتحرك تخلق الجنة ,والدليل على معجزاتها أنها وصلتنا منذ كلكامش وأننا نقرأها ,فهي تسلية وفائدة ولذة كالطعام والشراب والزواج.

وهناك سجين شهيرثالث مايزال يعيش ظهرانينا وهو في سجن الولاية في كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس إذهوفي السجن منذ1970 ولحد يومنا هذا. أنه جارلزمانسن مهندس مذبحة الممثلة شارون تيت زوجة المخرج العالمي رومان بولانسكي. لمانسن معجبون ومعجبات كأي ممثل هوليوودي فهو يتلقى بأستمرارالرسائل منهم وهم يصفونه بشتى كلمات وتعابير وعبارات الإطراء والمديح والإعجاب ,والقائمة طويلة يمكن إختصارها بجملة وجهتها إحدى المعجبات إلى مانسن قائلة :"أنت نوع من يسوع."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق