الاثنين، 12 يوليو 2010

بهجة القراءة ومتعة الكتابة


هناك لوحة فنية لراهب يعقوبي إبان الحكم القيصري في روسيا وقد التف بجاجيم (لحاف صوفي) وهو يقرأ بليلة كانونية (ديسمبرية)  بصومعته في دير يبعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب قرية  او بلدة. أنه جالس القرفصاء وهومنكب يقرأويكتب ويقوم بتوليفات وترجمات وإنتحالات وإضافات من عندياته كما كان يفعل أناتول فرانس وهو يقيم في منزله لايكاد يؤدي عملا إلا قراءة الكتب وتقليد الكتب التي يقرأها وذلك بكتابة تلفيقات وتقليدات ومشبهات وسرقات ,يكتبها كرسائل إلى أصدقائه ,وكان يمتلك حضوربديهي عفوي للأقتباسات والإشارات إلى الأعمال الأدبية من هوميروس وإلى فكتورهيوكو,وكان يمزج هذه المرجعيات والأقتباسات الأدبية بعنديات من لدنه قوامها الأحاديث اليومية العادية الجارية ,كان يكتب هذه الرسائل إلى أصدقائه من دون أمل تلقي الردود عليها لأنه يدعو جماعة من الفقراء إلى مادية دسمة وهو يعلم إنهم غيرقادرين على رد دعوته إلى وليمة من عندهم نظرا لضيق ذات يدهم ورقة حالهم. ولعل في التوليف هناك إبداع إضافي على مافي الأصل أوقد بيز الأصل ,إذ عادة مايكون التوليف هو تنقية أوتحسين أوعلى تنويع بشكل أفضل مما في الأصل. في التوليف ,  بالأمكان حث التعابير المثلمة وبعث النشاط في العبارات الراكدة بواسط التلاعب الكلامي أوالحصافة في التعبير أوالإشارات الثقافية التي تلعب مثل الفاكهة في جسد يعاني سوء التغذية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق