الخميس، 15 يوليو 2010

الادب و الساسة

في الاسبوع الماضي اثناء زيارة احد الاصدقاء بمستشفى الامل في الدوحة قرات في الصفحة الاخيرة من جريدة "القاهرة الاسبوعية" مقالا يطعن فيه كاتبه بثقافة الرئيس المصري حسني مبارك و ذلك باسلوب الغمز و اللمز بان الرئيس مبارك لا يمكن ان تتسع قراءاته لتشمل مسرحية صموئيل بيكت "في انتظار كودو". اقول لا تثريب على حسني مبارك انه لم يقرا "كودو" لان اختصاصه العسكري و وقته لادارة 80 مليون نسمة لا يفسحان المجال له لقراءة "كودو" , لكن العتب هو على من اختصاصه الادب و الترجمة و لم يقرأ  "كودو"ْ.  والله اعلم , اية كتب اخرى مصيرها مثل "كودو" في المقابر الجماعية للكتب. و الرئيس السابق صدام حسين تعاطى التاليف فهو مؤلف العديد من الروايات. بعد 9 نيسان 2003 لام طارق عزيز صدام حسين لانه في السنوات الاخيرة انشغل بالادب و اهمل السياسة و هذا مما اسهم في تقريب و تعجيل قدوم النهاية في 9 نيسان. و العارفون ببواطن الامور يقولون ان صداما وهو في سجنه كان منكبا على الكتابة و التاليف على شاكلة الماركيز دي ساد الذي ابان سنوات سجنه في الباستيل لمدة 28 سنة كتب العديد من الروايات و المسرحيات و المقالات و الرسائل .ء

بعض الساسة المتسمين بالحدة تشفع لهم ميولهم الادبية . فحينما زار ابن خلدون تيمورلنك في خيمته قرب دمشق , تحاور المؤرخ الكبير مع الخان الرهيب في شتى امور السياسة و التاريخ و الحضارة , و بالاخير قرع الخان الصنج فدخل الحاجب وجلب العشاء المتكون من الرشتة.  دون ابن خلدون تلك الدردشة الشيقة مع تيمورلنك و تلك الرشتة اللذيذة التي اشتركا معا باكلها على ارضية الخيمة. كاسترو الذي بدا حياته في موانئ نيويورك حمالا هو قارئ نهم و صديق للكتاب و الادباء من ضمنهم ارنست همنكواي , تينيسي وليامز و الكولومبي كبرييل كارسيا ماركيز. احد الايام حين استقبل بمكتبه كل من تينيسي وليامز و الناقد كينيث تاينان رحب الدكتاتور المتأدب بهما بانه حينما راى وليامز صرخ عليه بالاسبانية :"آه , اكويا كاتو" , بمعنى "آه , تلك القطة" (البزوني , البزوني), بالاشارة الى مسرحية وليامز "قطة على سطح صحيف ساخن"ء ومرة وهو يلف ذراعه على كتف كبرييل كارسيا ماركيز في مشية حميمية في ممشى القصر الرئاسي الكوبي , قال كاسترو لماركيز :"كنت اتمنى ان اولد اديبا."ء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق