الاثنين، 19 يوليو 2010

المادة التي منها يصنع الأدب

تصادفني بوتيرة يومية تقريبا مواقف تصلح مادتها لكتابة مقام مثل هذا. يصنع الكتاب كتاباتهم من المواد الخام للحياة اليومية الواقعية , فهم بذلك شانهم شان مستخرجي الذهب من اتربة الجبال و الوديان. في لجة حديث حميم مع الصحفي و المترجم الفذ المنقطع النظير باسم توفيق , امطرني باسم بمزن من شآبيب علمه الغزير و اطلاعه الواسع و معرفته المعمقة , مزن انعشت بستاني الثقافي مثل , بحسب الشاعر القروسطي جوسر ,  مزن امطار نيسان/ابريل التي انعشت الجذور التي يبسها صقيع آذار/مارس , و بحسب الشاعر الرومانتيكي ويردزويرث اعادت للعشب روعته و للوردة نضارتها , وبحسب السياب اورقت الكروم.  ذكر لي من جملة ما ذكر ان آخر عمل ادبي مهم في ساحة الثقافة العربية هو رواية تاليف يوسف زيدان اسمها "عزازيل". سالته عن اسمها الغريب , وضح ان عزازيل هو الشيطان في اللغة السريانية . انا اتحدث اللغة السريانية العامية , لكني لم افلح في معرفة هذا الاسم , و هذا ما جعلني استعين فورا بصديقي السرياني المهندس سالم يوسف جدو الذي معه قاموس اللغة السريانية. ارتبط بسالم بصداقة تعود الى 1954 حينما كنا تلاميذا في مدرسة العرفان الابتدائية في تلكيف. بالسلام والتحيات باللغة السريانية بدأت المكالمة على الهاتف الجوال مع ابي نادر , و سألته عن كلمة عزازيل , فقال لي انها من السريانية الفصحى و عليه ان يبحث عنها في القاموس , و ذهب الى القاموس و اخذ يقلب اوراقه لحين ان وصل الى نتيجة ان عزازيل هي تحريف لكلمة عصائيل المركبة من كلمتي عصا و ئيل , تعني عصا العاصي  و ئيل هو الله , و هكذا فالكلمة تعني عاصي الله , اي الشيطان.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق