الثلاثاء، 29 يونيو 2010

في معرض الكتاب الذي اقفل ابوابه يوم امس زرت اكشاك ثلاث دور تنشر التراث العراقي وهي الوراق , الحكمة و دار الموسوعات العربية . ولو كنت مقيما لا يطاردني شبح التفنيش لاشتريت العديد من الكتب التي في تلك الاكشاك و لكن لكوني صديق القائمين على تلك الاكشاك تسنى لي تقليب و مطالعة بعض الصفحات في بعض الكتب التي استحوذت على انتباهي و في احدهم المعنون "مذكرات يونس بحري" ترد اشارة الى شخصية سياسية موصلية : غربي الحاج احمد مدير الاعلام و الاذاعة ببداية 14 تموز و كيف زاره بمكتبه صديق شنشل وزير الارشاد في حينه. بنفس الوزارة تم تعيين عبد الجبار الجومرد و هو موصلي آخر بمنصب وزير خارجية الجمهورية العراقية الفتية و لكن الجومرد الذي اقبل على المنصب بتفاؤل و حماس مثل  بنيامين في قصة جورج اورويل "مزرعة الحيوانات" اكتشف بعد اقل من نصف سنة هول غلطة 14 تموز فاستقال و عاد للموصل و قال لاحد معارفه المقربين :"ادخلوا بيوتكم و سدوا الابواب فان العراق مقبل على فاجعة كبرى". كتب جورج اورويل قصته الشهيرة في اواخر الاربعينات و هي حدوتة رمزية عن الثورة الروسية سنة 1917 و رجالها من كارل ماركس الحالم بالثورة و عبورا بلينين و ستالين و حتى تروتسكي. والقصة مطابقة لما يحدث في كل الثورات في العالم. ترجم الكتاب الى العربية المترجم الكركوكلي قرة ني الدوغرة مجي و كتب على الغلاف الداخلي ملاحظة ان اي تطابق بين القصة و ما يجري في الواقع هو غير مقصود. هذا ما لفت انتباه شفيق الكمالي و زير الاعلام و محمد سعيد الصحاف (ابو علوج) مدير الصحافة العام فابلغا القصر بذلك و على اثر ذلك تم استدعاء المترجم و بعد محاكمة شكلية كالعادة نفذ قيه حكم الاعدام بحجة اتصالات مع جواسيس , و مما اسند ادعاء الحكومة هو كون الضحية موظفا بشركة النفط بكركوك و بحكم وظيفته كانت تربطه علاقات اجتماعية حميمة مع الاجانب العاملين بالشركة سيما و انه كان يجيد اللغة الانكليزية و احدى المرات ابنته مي التي كانت طالبتي بجامعة الموصل جلبت لي ترجمات لوالدها من جملتها كانت ترجمته لمسرحية برنارد شو "الانسان و السلاح" ,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق