الثلاثاء، 29 يونيو 2010

في قاعة صف دراسي ضربته الرطوبة بأحدى مدارس مدينة الناصرية جنوبي العراق --من خيرة المقالات عن العواصف الرملية و السياسية التي كانت تلف الناصرية هي فصل السيرة الذاتية المنشور في مجلة "القاهرة" عدد خاص بالسيرة صدر سنة 1995 للشيوعي العراقي البارز عزيز الحاج, و كذلك لا بد لي من الاشادة بكتابات زميلك حازم صاغية الذي يكتب في مجال التاريخ السياسي المحلي بكل رومانسية تشيع النجوى و الشجن و الذكريات في النفس ’ واني كما في حالتك و حالة حازم صاغية و حالة بريخت و حالة ناظم حكمت انبذ السياسي في كل منكم بينما احتضن الشاعر في كل منكم-- ابان العشرينات كان يجلس في احد المقاعد في مقدمة الصف طالب احمر الوجنات نتيجة تغذيته الجيدة , وفي مؤخرة الصف كان يجلس طالب شاحب الوجه جراء فقر تغذيته. بعد نيف و عقد من الزمن صعد الثاني المشنقة حيث تم اعدامه و بعد ذلك بنيف و عقد آخر من الزمن صعد الاول المشنقة حيث تم اعدامه . كان الطالب الاول الاحمر الوجنات الذي تم اعدامه في 1959 هو بهجت العطية الذي كان في وقتها وزير الداخلية و كان الآخر ذو الوجه الشاحب الذي تم اعدامه في 1949 هو يوسف سلمان الملقب بالاسم الحركي فهد, سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي . تم اعدام فهد بحضور زميله في الصف بهجت العطية باعتباره وزير الداخلية و تم اعدام بهجت العطية بحضور أحد مريدي فهد و هو عبد القادر سعيد البستاني الذي كان نجما شيوعيا في اواخر الخمسينات شع في العراق كما كان مارلون براندو نجما سينمائيا في اوائل الخمسينات شع في هوليوود. حينما حل لورنس بدمشق في 1917 أضمحلت الامبراطورية العثمانية تاركة فراغا ايديولوجيا تشبث جراءه العراقيون بالعروة الوثقى للحزب الشيوعي الذي كان في فترة شهر عسله بموسكو و من حوله عرسانه الثلاثة لينين و ستالين و تروتسكي. اسس فهد الحزب الشيوعي العراقي بمعية اليهودي العراقي يهوذا صديق الذي كان يتبادل الرسائل مع لينين--ليس , عزيزي أبراهيم, كما انت وانا حيث مراسلتنا من طرف واحد--وكان لينين في رسائله يخاطب يهوذا صديق : عزيزي الرفيق يهوذا. و كانت الرسائل المتبادلة تصل عن طريق مسافرين بين الاتحاد السوفييتي و العراق عبر ايران. مدينة الناصرية المنشأة في اواسط القرن التاسع عشر تغفو قرب ضفاف الفرات و الاهوار المتاخمة و قلبها الذي يغفو هناك لا يغفو عن الغناء و الطرب فهي بحق لفربول و ممفيس العراق , اذ كما مدينة لفربول في جنوب انكلترا اعطتنا البيتلز و كما مدينة ممفيس جنوب الولايات المتحدة اعطتنا ايلفس بريزلي , أعطتنا الناصرية في جنوب العراق اعظم مغني و مطربي العراق. وعلاوة على ذلك فالناصرية شهدت مولد الحزب الشيوعي العراقي على يد فهد و ميلاد حزب البعث العراقي على يد فؤاد الركابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق