السري الرفاء
شاعر الموصل في القرن العاشر الميلادي الذي كتب القصائد في حبه و حنينه و شوقه للموصل و هي من اجمل ما قاله من شعر حيث يتجلى فيها الابداع و الفن الرفيع و عكست صورة قلبه و وجدانه و ما كان يجيش في صدره من مشاعر و احاسيس صادقة. عاش السري الرفاء فقيرا بائسا محروما في الموصل حتى انه كان يستجدي الغلة في مواسمها , و بلغ من فقره و بؤسه ان تراكمت عليه الديون. و مع معاناته تلك بقي متشبثا بالموصل و لم يفارقها الا مكرها بعد كارثة حلت بها و باهلها حيث اجتاحها قوم اراذل لعلهم الفرامطة. و كتب الشعر الذي عبر فيه عن حسرته و لوعته و على ما اصاب الموصل من نكبات دمرت كل شيئ جميل فيها و قضت على طبيعتها الساحرة و مفاتنها الخلابة , فصعب عليه ان يغادر الموصل التي يعشق اهلها و ارضها و طبيعتها , و هو يذوب اليها شوقا و حنينا. و هو يفضل الموصل على سائر مدن الدنيا , و هكذا فهو يستنكر بغداد التي اضطر للجوء اليها التي سيطر الاعاجم على حكمها بعد ان فقد الخليفة العربي سلطاته و سيادته , بينما كانت الموصل يحكمها الحكام العرب الحمدانيون , وهكذا فالشعور القومي و الاعتزاز بالعروبة كانت من الاسباب التي دعت الشاعر الى تفضيل الموصل على بغداد. و حتى حينما انتقل الشاعر الى حلب لم ينس البتة الموصل . في حلب كتب عن الموصل:
لا ازجر الدمع ان همت سواكبه و النفس قد بعدت منها امانيها
سقى ربي الموصل الزهراء من بلد جود من الغيث يحكي جود اهلها
ارض يحن اليها من يفارقها و يحمد العيش فيها من يدانيها
ميساء طيبة الانفاس ضاحكة تكاد تهتز عجبا من نواحيها
لا املك الصبر عنها ان نأيت و لو عوضت من ظلها الدنيا بما فيها
عن كتاب "الاغتراب في الشعر العباسي"
تاليف الدكتورة سميرة سلامي
دار الينابيع للطباعة و النشر , دمشق ,
شاعر الموصل في القرن العاشر الميلادي الذي كتب القصائد في حبه و حنينه و شوقه للموصل و هي من اجمل ما قاله من شعر حيث يتجلى فيها الابداع و الفن الرفيع و عكست صورة قلبه و وجدانه و ما كان يجيش في صدره من مشاعر و احاسيس صادقة. عاش السري الرفاء فقيرا بائسا محروما في الموصل حتى انه كان يستجدي الغلة في مواسمها , و بلغ من فقره و بؤسه ان تراكمت عليه الديون. و مع معاناته تلك بقي متشبثا بالموصل و لم يفارقها الا مكرها بعد كارثة حلت بها و باهلها حيث اجتاحها قوم اراذل لعلهم الفرامطة. و كتب الشعر الذي عبر فيه عن حسرته و لوعته و على ما اصاب الموصل من نكبات دمرت كل شيئ جميل فيها و قضت على طبيعتها الساحرة و مفاتنها الخلابة , فصعب عليه ان يغادر الموصل التي يعشق اهلها و ارضها و طبيعتها , و هو يذوب اليها شوقا و حنينا. و هو يفضل الموصل على سائر مدن الدنيا , و هكذا فهو يستنكر بغداد التي اضطر للجوء اليها التي سيطر الاعاجم على حكمها بعد ان فقد الخليفة العربي سلطاته و سيادته , بينما كانت الموصل يحكمها الحكام العرب الحمدانيون , وهكذا فالشعور القومي و الاعتزاز بالعروبة كانت من الاسباب التي دعت الشاعر الى تفضيل الموصل على بغداد. و حتى حينما انتقل الشاعر الى حلب لم ينس البتة الموصل . في حلب كتب عن الموصل:
لا ازجر الدمع ان همت سواكبه و النفس قد بعدت منها امانيها
سقى ربي الموصل الزهراء من بلد جود من الغيث يحكي جود اهلها
ارض يحن اليها من يفارقها و يحمد العيش فيها من يدانيها
ميساء طيبة الانفاس ضاحكة تكاد تهتز عجبا من نواحيها
لا املك الصبر عنها ان نأيت و لو عوضت من ظلها الدنيا بما فيها
عن كتاب "الاغتراب في الشعر العباسي"
تاليف الدكتورة سميرة سلامي
دار الينابيع للطباعة و النشر , دمشق ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق