حينما نذكر المسرح الروسي نذكر معه قسطنطين ستانسلافسكي , و حينما نذكر المسرح البريطاني نذكر اسم لورنس اوليفيه و حينما نذكر المسرح الالماني نذكر بريخت و حينما نذكر المسرح الفرنسي نذكر انطوان آرتو و حينما نذكر المسرح الامريكي نذكر ايليا كازان و حين نذكر المسرح المصري نذكر يوسف وهبي و حين نذكر المسرح العراقي نذكر يوسف العاني و حين نذكر المسرح العراقي بالموصل نذكر شفاء العمري. ليس شفاء العمري هو اب المسرح الموصلي لكنه مربيه , و الولد هو ابن مربيه و ليس ابن والده , فالذين جاءوا قبل شفاء العمري لهم الفضل في "وجود" المسرح الموصلي لكن شفاء العمري له الفضل في "ابداع" المسرح الموصلي. و نحن ندلف في ضباب الاربعين سنة الاخيرة , ما ازال اتذكر في اواخر الستينات نسخة شفاء العمري من مسرحية سوفوكليز "اوديب ملكا" , و اقول "نسخة" شفاء العمري من هذه المسرحية لأن شفاء العمري نفخ في النص من روحه , وهذا ديدن كل مخرج مبدع , و شفاء العمري مخرج مبدح بحق. وقبل ان يتبين لنا الخيط الابيض من الاسود في بريخت و شعره الملحمي التعليمي و عنصر التغريب , جائنا شفاء العمري بمطلع السبعينات ليأخذ بيدنا و يرشدنا في مسالك و معابر و ممرات بريخت و كان ذلك في , مرة اخرى أقول, "نسخته" من مسرحية بريخت "دائرة الطباشير القوقازية" . ثم كانت مسرحية "مغامرة المملوك جابر" التي كانت تحفة مسرحية مشهدية تسر الناضرين. و تبعتها مسرحية "المؤلف و البطل" التي عبر شفاء العمري فيها عن رؤيته التي كانت قد استحالت الى نوع من السوريالية . الى جانب كونه مخرجا , كان شفاء العمري منظِرا له نظرية مسرح الحوش التي جسدها في مسرحيته "محلتنا". يبقى شفاء العمري النفس النابض ليس وحسب للمسرح لكن للثقافة بشكل عام. واني ههنا اعبر عن اعجابي الشديد بشفاء العمري الفنان المبدع و شفاء العمري الانسان الرائع.
الثلاثاء، 29 يونيو 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق