مــــــي ويــست
مي ويست (1893-1980) : من مواليد بروكلين . بدأت مشوارها الفني في ثنائي فودفيل ثم ممثلة ومغنية ، وظهرت لأول مرة على مسارح برودواي عام 1911 قبل أن تظهر في السينما في الثلاثينات وهي في الأربعينات من عمرها . اشتهرت بالفصاحة والحصافة والكلام ذي المعنى الخفي والمبطن بالإشارات واللغز واللمز والهمز. أجرت معها الصحفية شارلوت شاندلر مقابلة صحفية سنة 1974 في بيت مي . تقول شارلوت:
مدت مي ويست يدها إلى مستقبلة إياي بكل حفاوة وترحاب وحين صافحتها جرحت راحة يدي بإحدى جواهر محابسها وحين لاحظت ما حدث قالت وكأنها تتحدث عن موضوع مألوف عادي : " أنها قديمة وحادة ". كل محابسها كانت مرصعة بالجواهر وكانت كذلك تضع قلادة جواهر ومعصم جواهر وخلخال جواهر. وقالت لي موضحة : " كل هذه هي جواهر ساعات النهار فقط ". ثم مدت يدها نحوي كي أتفحصها وأردفت قائلة : " أنظري ، كلها جواهر حقيقية تلقيتها من معجبين". ثم نظرت إلى يدي العاريتين من الجواهر وقالت : " إني ارثي لحالك ، ما عندك شيء "، ثم أضافت : " بعد الصحة ، أثمن ما في الحياة هي الجواهر". وهنا سمعت صوت خفقة أجنحة صغيرة ، ولما أجلت النظر في الغرفة خلسة لم ألاحظ وجود أي أقفاص للطيور أو العصافير، لكن مع ذلك استمر صوت الخفقة الخافت وسرعان ما اكتشفت أن مصدر الخفقة هو صوت الرموش الاصطناعية لعينيها . حقا كان صوتا شبيها بصوت صنجات صغيرة .
لم يكن من عادة مي ويست في الفترة الأخيرة السماح بإجراء مقابلات صحفية معها . ولقد استغرقت معها ثلاث ساعات ولو أني كنت رجلا لسمحت لي مي بست ساعات إذ قالت لي : " إن تمضية أي وقت مع النساء هو مضيعة لوقتي ولهذا فإنني نادرا ما أكون بصحبتهن عدا ماما وأختي بيفرلي". كانت طريقة مي في الحديث ساحرة فكانت تتمنطق بالكلمات وتمد وتنغم مقاطع الكلمات ، وأحيانا بشكل مثير جنسيا وكان يصاحب ذلك حركات تجعل شعرها البلاتيني الملطوش يتموج وكأنه في دعاية شامبو في التلفزيون . وكنوع من جس النبض قالت لي مي انه بإمكاني التدخين ، ولما أخبرتها أني لا أدخن مدت رأسها وشمت قميصي وقالت لي "عفارم عليك". وبعدها سألتني إن كنت بحاجة إلى كاس ، أخبرتها باني لا اشرب .. فصاحت : " أنت عاقلة وحبابة ، فأنا عمري لم اشرب ولم أدخن وكذلك بابا وماما ". وهنا دخل علينا بول نوفاك صديق مي وهو يحمل من المطبخ صينية عليها أقداح فيها مياه معدنية وعلى كل قدح منقوش صورة لمي ويست من أيام شبابها في أوضاع وبوزات فنية جميلة . ونحن نهم بتناول المياه المعدنية ، سألتني مي عن علبة كنت قد وضعتها على المنضدة حين دخلت ، فأجبتها : " أعلمني جورج كيوكر (مخرج سيدتي الجميلة) أنك تحبين الحلويات". وهنا شهقت بشكل طفولي : " والله جورج قال لك الحقيقة ! افتحي العلبة ". وهنا هجمت على المحتويات وأخرجت قطعة التهمتها بسرعة البرق وتبعتها بأخرى . وهنا تدخل بول واخذ منها العلبة ، وذهب بها إلى المطبخ وهو يقول لها : " مي سوف تسمني".
أخذت مي تفرجني على صورة والديها ، " بابا كان ملاكم ورياضي"، قالت لي ، ثم أردفت قائلة : " الكثير من الصور أتلفها الماء حين حدث فيضان في بلدتنا ". ثم استطردت تحدثني عن حياتها وزيجاتها الست التي فصول البعض منها كانت اغرب من عجائب الأفلام والسينما .
كروجو ماركس
شارلوت شاندلر التي حين بلوغها التاسعة عشرة من عمرها قررت التوقف عن أن تقول كم عمرها للناس . بدأت حياتها وهي تكتب الشعر لمجلات الأطفال ، وحين كبرت ، لم تتعين في دائرة حكومية بل عملت بأعمال صحفية حرة . وكان أول نشاط صحافي لها هو إجراء مقابلة صحفية مع خوان بيرون على حسابها ومسؤوليتها ومن ثم اشترت هذه المقابلة مجلة بلاي بوي التي أوكلت إليها مهمة إجراء مقابلة صحفية مع الكوميدي الشهير الفصيح كروجو ماركس والمعروف عنه رفضه لإجراء المقابلات الصحفية . تقول شالوت شاندلر: " طلبت إلى كروجو ماركس أن اجري معه مقابلة صحفية لحساب مجلة بلاي بوي فرد : "عرضت على مجلة تــايـم 10 ألاف وقلت لهم أني لا اقبل حتى بعشرين ألف ، وأنا لا اقبل مقابلة صحفية معك لقاء 30 ألف "! ثم سألني إن كان من الممكن أن يقول لي "لا" وجها لوجه . أخذت سيارة أجرة وذهبت إلى بيته . استقبلني كروجو وأراني مقتنياته وتحفياته ثم دعاني للعشاء وأخذنا نتحدث أثناء العشاء عن مواضيع شتى من جملتها عمله ، وعند الساعة 11 ليلا قال : " أراك" لا تكتبين! " عندئذ أدركت أني كنت قد قمت بمقابلة صحفية معه . وبعد نشر المقابلة في المجلة طلب كروجو إلى شارلوت شاندلر أن تكتب كتابا عنه وكانت النتيجة كتاب بعنوان أهلا ، أنا ذاهب عام 1938 والذي هو أساسا مقابلة صحفية موسعة بحضور وودي الين وأصدقاء مقربين . كروجو هو الأخ الأكبر للأخوة ماركس وهم الفريق الكوميدي الرائع لشركة م.ج.م إبان الثلاثينات والأربعينات ومن أشهر أفلامهم حساء البط وليلة في الأوبرا وفي فيلم بنهاية الخمسينات اسمه قصة البشرية الذي يظهر به الأخرس نك كرافات صاحب برت لانكستر في القرصان الأحمر يظهر كروجو بدور كاميو قصير بدور الهولندي الذي اشترى جزيرة مانهاتن من الزعيم الهندي بونتياك ، ويظهر الأخ الأصغر لكروجو وهو اخرس بدور اسحق نيوتن وكيف تسقط على رأسه التفاحة وجراء ذلك يكتشف قانون الجاذبية الأرضية . في فيلم نحو الغرب يقوم كروجو بدور صحفي يغطي أخبار استكشاف غرب الولايات المتحدة أو ما يسمى بالغرب البري ، وهو أصلا قادم من نيويورك أي ما تسمى بمنطقة الشرق حيث المدن والحضارة ، بينما الغرب براري موحشة وحين يسأله احد الأشخاص من جماعة الغرب : " كيف تجد الغرب ، إن شاء الله أعجبك " يرد عليه كروجو مجاملا : " والله الغرب جيد ، لكن فقط لو انه في الشرق كم كان سيكون بعد أحسن". تربى كروجو وأخوته يتامى بعد وفاة الأب وكانت أمهم حريصة على تربيتهم ومتفانية في سبيلهم ، وقد وفوا معها حين كبروا وكبرت . اسمهم أصلا هو ليس ماركس لكن تبنوا هذا الاسم تهكما بكارل ومثلما شارلي شابلن علامة مميزة بالعصى والسروال الفضفاض والسترة الضيقة ، كروجو متميز بالجروت والنظارة المدورة وشوارب المشط وحين يتكلم يمسك الجروت من وسطه بين الإبهام والرابع الأوسط ويحرك رأسه وعينيه .
تيرون بـــاور
تيرون باور (مواليد مدينة سنسناتي 5/5/1913 والمتوفى في 15/11/1958) . في عز شبابه وهو ممثل باستوديوهات فوكس القرن العشرين إبان الثلاثينات والأربعينات . غزا هذا الاسمراني ذو الشعر الفاحم والحسن المصيبة والعينين الكحليتين قلوب الملايين من بنات حواء كلما ظهر محياه على الشاشة ، ولم تسلم زميلاته الممثلات من هذا السحر، إذ قالت إحداهن وهي الممثلة أليس فاي : " إن قبلة تيرون باور هي نعيم ". وللأسف مات هذا الساحر عن عمر 45 سنة . انه ابن ممثل السينما الصامتة تيرون باور الأب الذي مات عام 1931 مباشرة بعد تمثيله في فيلم ناطق . قرر الابن أن يسير بخطوات والده في السينما وكان أول ظهور له هناك عام 1932 في فيلم توم براون قبل أن يوقع عقدا مع المنتج الكبير دارل ف. زانوك بشركة فوكس . عام 1938 اخذ بطولة فيلم في شيكاغو القديمة للمخرج هنري كنك وهو دور كان أصلا مخصصا لكلارك كيبل ليمثله أمام جين هارلو ، وكان هذان النجمان قد إعارتهما م.ج.م إلى فوكس لقاء إعارة فوكس للممثلة شارلي تمبل إلى م.ج.م لتمثيل ساحر اوز ولكن بسبب وفاة جين هارلو المفاجئة انسحب كيبل مما جعل زانوك يصدر الأوامر للمخرج هنري كنك أن ينتقي احد الممثلين المقيمين لتمثيل الدور. وهكذا وقع الاختيار على تيرون باور وكانت الممثلة المختارة للفيلم هي اليس فاي المذكورة أعلاه . لاقى الفيلم فيما بعد نجاحا ساحقا . ثم تبع ذلك أفلامه القوية جيسي جيمز 1939، عودة فرانك جيمز 1940. في فيلم علامة زورو 1940، وهو إعادة للدور الأصلي الذي مثله دوكلاس فيربانكس الأب أيام السينما الصامتة والذي كان ممثلا سيافا وكان مثالا يقتدي به ايرول فلين وستيوارت كرينجر ارتقى تيرون باور إلى مستوى فيربانكس في رشاقته وخفته . وتبع ذلك فيلم رمل ودم وهو إعادة للدور الأصلي الذي مثله رودلف فالنتينو ساحر النساء أيام السينما الصامتة في العشرينات . وكذلك بزه تيرون باور بهذه النسخة الجديدة في سحر وإبهار بنات حواء . ومن أفلامه الجديدة الأخرى البجعة السوداء مع مورين اوهارا . ذهب باور للحرب العالمية الثانية وعاد رجلا مختلفا إذ كانت هنالك أخاديد قد ظهرت على وجهه كما واختفى بعض البريق الشبابي ، وهكذا اتجه إلى تمثيل ادوار الدراما الاجتماعية مثل حافة الموس 1947، شارع الكوارابيس 1947. ولو انه فيما بعد عاد إلى الأفلام التي فيها بعض الاكشن مثل قائد من الكستيل 1947، أمير الثعالب 1949، فرسان ممر خيبر 1953. مات بسكتة قلبية وهو يمثل سليمان وملكة سبأ أمام جينا لولو بريجيدا ، وأعاد تمثيل الدور وأكمله يول برينر وكان ذلك عام 1959.
الينــــور بـاركـــــر
الينور باركر: مواليد 26/6/1922 ذات الشعر الأحمر: مرشحة للأوسكار ثلاث مرات ولم تفز أبدا ، كما وأنها لم تفز بجمهور يقدرها حق قدرها . بدأت بالظهور على الشاشة عن طريق وارنر بروز في فيلم شهداء المجد مع ايرول فلين 1941 وتوالت أدوارها . وفي الخمسينات مثلت قصة بوليسية مع كرك دوكلاس 1951، سكارموش 1952 مع ستيوارت كرينجر، مطاردة في النهر 1955 مع روبرت تايلر رس تمبلن ، الغابة الملعونة 1954 مع شارلتن هستن ، الرجال ذو الذراع الذهبي 1955 مع فرانك سناترا وكم نوفاك ، الملك وأربع ملكات 1956 مع كلارك كيبل . وكان آخر دور مهم لها في صوت الموسيقى 1965. وفي مطلع الستينات شاهدناها على الشاشة بفيلم اسود وابيض بدور ليزي الفتاة التي تعاني من انفصام ثلاثي بشخصيتها . شاهدناها في مطاردة في النهر، وكان من أوائل أفلام م.ج.م. بالسينما سكوب ، والفيلم يجمع بين الاكشن والمرح وفيه جزء تجري أحداثه في طوافة في نهر شبيه بما يحدث في فيلم نهر بلا عودة ، روبرت ميتشام مارلين مونرو حيث يهاجم الهنود جماعة في قارب في النهر. وفي الغابة الملعونة شاهدناها في إحدى جمهوريات الموز مع شارلتن هستن وهناك هجوم مخيف للنمل بعدد بالملايين ومازلنا نتذكر كيف الآلاف من النمل كانوا يعبرون الماء على أوراق أغصان الأشجار الساقطة في النهر. وفي الرجل ذو الذراع الذهبي تقوم بدور مدعية الشلل المقعدة على كرسي بعجلات وحين يكتشف احد الزوار أنها متعافية غير مقعدة ويخرج ضاحكا تهرع وراءه وتدفع به ليسقط ميتا من أعلى العمارة . في سكارموش تظهر بدور غجرية صديقة ستيوارت كرينجر، إذ تفاجئه وهو يحاول الخروج متلصصا من احد الأبواب الخارجية. في الملك وأربع ملكات تظهر بدور إحدى أربع أخوات جميلات عازبات وقد حجرتهن والدتهن جو فان فليت عن لقاء الرجال ويصادف أن يمر عابر سبيل كلارك كيبل وكل واحدة منهن تحاول كسبه .
جاك بلانس
جاك بلانس : اسمه الأصلي وولتر جاك بلاهنيوكس من مواليد 18/2/1919. بعد أربعين سنة من التمثيل في السينما فاز أخيرا بجائزة اوسكار أحسن ممثل مساعد في فلم محتالو المدينة 1991 حيث يمثل دور راعي بقر عجوز صلب . وحين استلم الجائزة أتى بحركات اكروباتية ورياضية أدهشت الحاضرين ليثبت لهم انه شباب . ابنة جاك بلانس هي زوجة ابن اليزابث تايلر من زوجها مايكل ويلدنك .
لجاك بلانس وجه قاسي الملامح وكم من لكمات كان قد تلقى هذا الوجه في حلبات الملاكمة وبعدها تعرض لحرق وكدمات جراء حادث طائرة ، مما استدعى عمليات تجميل انتهت به إلى وجه منزوع منه بعض اللحم والكثير من الخير ، وهذا ما ساعده لكي يكون وجها متميزا فريدا للقيام بتمثيل ادوار رائعة . ومن ينسى ذلك في شين ، أو السهم القاتل ... الخ. كان أول فيلم له هو رعب في الشوارع إخراج 1950 ايليا كازان وشاركه البطولة ريتشارد ودمارك بدور طبيب عسكري يحاول القبض على جاك بلانس المصاب بمرض معد خطير. وتلا ه فيلم الخوف المفاجئ مع جون كروفرد ورشح للأوسكار عام 1952. بعد ذلك كان لعل أعظم وأكثر دور نتذكره وهو القاتل المأجور ولسن في شين والذي رشح من اجله للأوسكار وكان ذلك في سنة 1953 ، ثم الكأس المقدس 1954 مع بول نيومن وفرجينيا مايو، مطاردة الموت 1955 مع شيلي ونترز، الهجوم 1955 مع أيدي البرت ، الرجل الوحيد 1957 مع انطوني بيركنز . إضافة لتلك القائمة هناك تلك علامة الوثنية مع جف شاندلر، الفرصة الأخيرة مع روبرت ميتشام . اخذ بريق بلانس يخفت مع خفوت أفلام الويسترن في السبعينات وطغيان أفلام الاكشن السريع والزائد عن اللزوم والذوق الفني . ويمثل بلانس جيل العظماء كريكوري بك ، كرك دوكلاس ، مارلون براندو، برت لانكستر، الآن لاد ...الخ . من الذين سادوا ثم بادوا ليحتل مكانهم علوج وطراطير ممن لا لديهم أوجه فوتوجينيك ولا أسماء تطرب النفوس وهكذا نام العمالقة وقام الأقزام ، ونحن ولله الحمد والثناء ، عندنا ذكريات ومعرفة وتذوق لا يعرفها الجيل الطرطوري الطراطيري الجديد . وان كلامي هذا ينطبق ليس محليا وحسب إنما عالميا من طوكيو إلى لوس انجلوس وليس في السينما بل في الأغاني فأين راغب علامة من وديع الصافي ، وينطبق على الأدب : فأين توني موريسن الحائزة على نوبل قبل سنوات من همنكواي الحائز على نوبل في مطلع الخمسينات . ينطبق كلامي أيضا على الأكل فأين همبركر ماكدونادز من كباب حلبي ! وفي السينما أين روبن وليامز، كيفن كوستر، ميل كبسن ، آل باجينو، دستن هوفمن ، ميريل ستريب ، جوليا روبرتس من جاك ليمون ، كاري كوبر، جيمز دين ، ايرول فلين، اليزابيث تايلور، مورين اوهارا !
روبرت ميتشام
روبرت ميتشام (1917-1997) مثال الخامل والكسول ويعطيك انطباع انه نعسان ويريد أن ينام وحين يكون المشهد مع ممثلة فهو كأنما يريد أن يضع رأسه على كتفها وينام . لعل هذا بسبب تعاطيه الحشيشة التي في إحدى المرات دخل السجن لمدة شهرين بسببها . وكان يبدو عليه الضجر والملل وصرح ذات مرة " التمثيل أزعج مهنة في العالم "!. والحقيقة انه لا يمثل إنما يعيش دوره على الشاشة بغرابة أطواره إذ كان كثير الشرب ويتشاجر مع الشرطة وكانت لديه عادة ملازمة له بان ينزع سرواله ويشرع بنزع بقية ثيابه حينما ينزعج أو يزعله احد . وفي إحدى المرات تبول على السجادة في غرفة ديفيد اوسلزنيك منتج ذهب مع الريح ، صراع تحت الشمس ... الخ . وكان مفضوحا في أحاديثه الصحفية مع انه كان يكره الصحفيين . كما انه من ناحية أخرى يعد أول ممثل تجعل منه سمعته الصحفية السيئة أكثر شهرة فبعد محاكمته الشهيرة 1948 بسبب الحشيشة ، كانت دور السينما تزدحم على فيلمه راحيل والغريب مع لوريتا يونك ووليم هولدن . فقد ميتشام والده وهو لم يزل في الثانية من عمره وربته والدته ذات الطبع البوهيمي في ظروف فقر وكان ذكيا ومتمردا وكسولا . كان يكتب الشعر وفاز بجوائز أكثر من مرة لكنه طرد من المدرسة لأنه عملها في قبعة المعلم . وحين حل في هوليوود وهو في العشرين من عمره قال انه عمل في مهن مختلفة منها في عصابة للجريمة المنظمة وقد شهد وعاش واختبر حضيض ما يمكن أن يصله الوضع البشري. وفي الوقت نفسه كان مختلقا للقصص ، وصرح ذات مرة " تعلمت منذ صغري بان يورد المرء قصصاً مفبركة ممتعة أفضل من قول الحقيقة ". بدأ عمله في التمثيل بأن يظهر بدور كومبارس في أفلام الويسترن التي بطلها الشخصية هوبا لونك كاسيدي ، والتي تتطلب ثلاثة شروط : التمكن من امتطاء صهوة جواد ، استعمال المسدس والظهور بارتياح . ولقد تعلم ميتشام من وليم بويد بطل هذه الأفلام الظهور بشكل عفوي طبيعي تلقائي أمام الكاميرا كما لو انه لا توجد هنالك كاميرا . هكذا تعلم ميتشام كيف تعمل الكاميرا وما عليه أن يفعل أمامها . وبعد 21 فيلما ظهر فيها بدور كومبارس ، قفز ميتشام إلى النجومية عام 1944 في فيلم حين يتزوج الغرباء بدور قاتل هادئ الأعصاب . وفي الأعوام العشرة التالية أصبح نجما عالميا وعمل بعقد طويل الأمد مع المنتج والمخرج هاورد هيوز بشركة رك وراديو . اشتهر ميتشام بتمثيل ادوار الدراما البوليسية والويسترن وقد أبدع في فيلم الماضي المظلم مع كرك دوكلاس وليلة الصياد إخراج جارلز لوتن . وكان تمثيله يوحي بشتى أنواع الانفعالات بحيث يحس المشاهد وهو في لجة هذه المشاهدة وكأنه يأكل ماعون مشاوي مشكلة في مطعم شامي .
عمل ميتشام حتى قبيل وفاته عام 1997 ولم يأخذ نفسه بشكل جاد وكان دائم التهكم على نفسه وكان أن صرح ذات مرة مستخفا بأفلامه : " مثلت 120 فيلما ، 40 منها بنفس المعطف وفي جميعها لم أغير شيئا إلا لباسي الداخلي". هو ذا روبرت ميتشام الذي أتحفنا بتمثيله الرائع حقا في الخوف الأكبر مع كريكوري بك ، الجاسوس الغامض ، الفرصة الأخيرة مع جاك بلانس ، نهر بلا عودة مع مارلين مونرو وروي كالهون ، محافظ المدينة ، التلال الثائرة ، وجه ملاك مع جين سيمونز، للرجال لا للمال مع شرلي مكلين التي أحبها وأراد أن يتزوجها لولا انه كاثوليكي بقي متزوجا لزوجته لمدة 57 سنة ، وفي هذا الفيلم يقوم بدور هزلي يموت بان يرفسه ثور اسمه ملروز يمد ميتشام يده ليحلبه بالغلط .
سفيهات هوليوود
سفيهات هوليوود : هناك كواكب سينما مثال الخلق الراقي وأخريات لا يكترثن وشعارهن في الحياة " طز على الدنيا ". كارول لومبارد زوجة كلارك كيبل التي قضت بحادث طيارة كانت تسب وتشتم مثل النسوان في حارة شعبية . كانت آن شريدان خمارة وتذهب زك زاك إلى الحمام حين تنهض كل صباح من شدة السكر في الليلة السابقة . وكانت تالولة بانكهيد تسلم على الناس في الاستديو كل صباح بان تصيح بأعلى صوتها " حبايب "، وبعدها تشتمهم . وكم من مرة شتمت بيتي ديفز وارن الأصلي جد جاك وارنر مالك شركة وارنر بروز حيث مثلت معظم أفلامها وخاصة الأربعينية منها مع ايرول فلين .
وحين مثلت بيتي ديفز دور السفيهة ماركو جاننك في فيلم الكل عن حواء ولكي تعطي تمثيلا واقعيا بارعا فإنها كانت تقلد تالولة بانكهيد في سفاهتها . وبعدها سمعت تالولة بذلك ، وفي مقابلة إذاعية بالراديو قالت عن بيتي ديفيز: "عندما سألقاها سأنتف كل شعرة من شواربها ". ومن المعروف أن بيتي ديفيز كان يطلع لها شعر شوارب وهذا تشنيع إضافي لتالولة بحق بنت ديفيز.
ومن السفيهات كذلك لوبي فليز . وهي ذات فضائح مع ناس مشهورين مثل كاري كوبر الذي أغرته لدرجة جعلته يخون زوجته وبعدها تزوجت لوبي جوني وايسمولر وكانت حياته معها شجارات مستمرة أمام الجيران وفي المحلات العامة . مسكين طرزان ! معنا بطل ومع لوبي دجاجة ! وفي فترة ما، كانت لوبي جيران ايرول فلين وقد راق احدهما للآخر كلاهما له طبيعة نارية في الشرب والتدخين والجنس . ولكن كانت هنالك مفارقات تدل على غرابة أطوار لوبي . وفي إحدى المرات دق ايرول جرس بيت لوبي وفتحت لها الباب وكان كلاهما منتشيين واستمرا بالشرب وذهبت لوبي إلى إحدى زوايا الغرفة وإذا بها في حالة خشوع . بعد دقائق صمت وايرول ساكن عادت . كان جيران آفا كاردنر في مدريد كثيرا ما يسمعون صياحات بالليل ويطلعون على الباب وإذا هم يرون آفا وهي تعيط على شخص ما إما سائق التاكسي أو عابر سبيل شاكسها ... الخ .
وهناك كواكب جريئات في الكلام مثل مي ويست التي كانت تتطاول على كل من يعمل معها من مخرجين ومنتجين وممثلين . وذات مرة سألتها صحفية عن ملابسها فردت بألمعيتها المعهودة عنها وببلاغة من نوع خاص اقترنت بها وقالت للصحفية : " أنا البس للنسوان واخلع للرجال". وتزوجت للمرة السابعة وهي بعمر 78 سنة من شاب عمره 29 سنة وقالت له وهو يخطبها : " حينما أصفو فانا طيبة لكن حينما أزمجر أصبح أحسن".
هـــــاورد هــــــيوز
ولله في خلقه شؤون : المنتج الهوليوودي الملياردير هاورد هيوز مكتشف جين رسل ومقدمها في الفيلم الذي عملها نجمة الخارج على القانون ومالك شركة رك وراديو وصاحب مصنع طيارات مدنية وصاحب شركة خطوط طيران وحائز على اوسكار أفضل منتج والذي أنتج ملائكة جهنم والذي به اشتهرت أسطورة الشاشة جين هارلو، ومنتج فيلم ذو الوجه المشطوب . عاش هذا المليادير وحيدا منعزلا آخر 15 سنة من عمره ومات كفقير لا يملك شروى نقير، يتعشى جبس وحليب نيدو لوحده ، بعد أن كان يتعشى ستيك وبوفيه مفتوح بصحبة اليزابيث تايلر، جين رسل ، آفا كاردنر، وغيرهن. الهي سيدي ومولاي ، لا اعتراض على حكمك ، لكن مع ذلك لما هكذا ؟ كيف ؟ إلى أين ؟ ما العمل ؟ بقي هاورد هيوز مليارديرا لآخر لحظة في حياته ، لكنه هو الذي عاش ومات كمسكين ذي متربة باختياره . وفيما يلي القصة الكاملة :
في سقيفة من أملاك بلدية لاس فيكاس يسكن رجل في غرفة معتمة . انه يأكل شوربة ماجي ولقد استغرق ساعات في شفط بضع ملاعق لأنه كان منشغل بمشاهدة فيلم ويسترن يعرضه بنفسه بماكينته الخاصة به على الشاشة المثبتة في نهاية السقيفة . لقد أصاب جسده نحول مخيف من وزن 95 كيلو إلى اقل من 45 وأصبح طول شعر رأسه ولحيته حتى صرته وطول أظافره بلغ حوالي سنتيمترين لكل واحد . وبين الفنية والفنية يدخل عليه بصمت وهدوء احد خادميه ليرفع ماعون شوربة الماجي ويسخنها على الطباخ ويعيدها إلى المنضدة التي أمامه كي يستمر في شفطها من دون تبادل أي كلام . هذا هو غداء هاورد هيوز الملياردير. القليل يعرف كيف اعتكف هيوز في عزلته التي بدأها عام 1952 بعد مسلسل من المحاكمات ، وحين طال احتجابه عن الحياة العاملة ظن الكثيرون انه مات ودفن سرا . ومنذ عام 1961 ولمدة 15عاما . عاش هيوز متنقلا من سقيفة إلى شقة معتمة ومن هناك إلى فيلا مماثلة وكانت حياته هذه هكذا كما يعيش في دار سينما أثناء تشغيل الفيلم عتمة دائمية . كان هيوز يُشغل فعلا فيلما بعد فيلم من أفلام الويسترن والاكشن وكان لمدة أسابيع يعتاش على حامض حلو وفول السوداني وحليب نيدو . هذا الذي امتلك أكثر من فندق في لاس فيجاس . كان هيوز قد ولد في هيوستن تكساس ليلة عيد الكريسمس عام 1905 وكان والده من ملوك النفط . وحين حل في هوليوود وأصبح منتجا مستقلا فيها كان يطلع مع أجمل الممثلات ويغدق عليهن الأموال بلا وجع قلب . وتزوج عدة مرات ، مرة من جين بيترز صاحبة برت لانكستر في زعيم الاباشي لكنها سرعان ما اكتشفت غرابة أطواره فهو يوميا يتناول عشاءه المكون من الستيك والسلطة والبزاليا ، ولكن إن صادف وان تكون هنالك حبات بزاليا اكبر من اللازم كان يطلب من النادل أن يبدل الماعون ويأتيه بحبات بزاليا صغيرة . وحسب رواية جين بيترز انه اسكنها بعد زواجهما في قصر منيف بهوليوود ، لكن جنة بلا اوادم . وأكثر من هذا كان كل منهما ينام في غرفة لوحده ويستعمل ثلاجة لوحده ، ويأكل من طعام لوحده وغير مسموح له بمس طعام الآخر. طلبت بيترز الطلاق وحصلت عليه مع متأخر بمبلغ مليون . جاءت ليلة عيد الكريسمس 1975 وهي أيضا مناسبة عيد ميلاده السبعين ولم يحفل ولم يحتفل بهما . في بداية 1976 قرر العودة إلى مدينة هيوستن تكساس وعلى متن الطائرة التي كانت تقله ، مات .
الخـــارج على القانون
جين راسل مواليد 21 يونيو 1921 وهي سمراء خفيفة الصوت ذات عينان تقولان " تعال جنبي"، وصدر بعرض 44 انج ، وهي عين المواصفات التي كان يسعى إليها المنتج المخرج هاورد هيوز لفيلمه الخارج على القانون الذي تدور أحداثه عن الشقاوة الشهير بلي ذكيد (الفتى بلي) وهو شخصية واقعية كان قد قتل أول من قتل وهو لم يتجاوز الساسة عشرة من عمره رجلا تحرش بأمه وهما في سوق المدينة .
ولقد اهتم هيوز بمظهر رسل في هذا الفيلم لدرجة انه صمم بنفسه مشد الصدر الذي ترتديه رسل لإبراز معالم صدرها على أجمل صورة وفعلا فمثلما لابتسامة الموناليزا مكانة خاصة في الفن ، كذلك لصدر جين رسل مكانة في الأفلام . لكن يجب أن لا يفوت أن نذكر أن رسل لم ترتد المشد في أية لقطة ، إذ تبين لهيوز أن لحمها الطبيعي الرجراج أجمل من كل المشدات وتبت يد من يتدخل بما صنع الخالق . اكتمل تمثيل الفيلم سنة 1940 وتم عرضه في حفلات خاصة سنة 1943، وتم توزيعه بشكل محدود سنة 1946 ولم يتم توزيعه العام إلا سنة 1950 وذلك نظرا لعدم سماح الرقابة عرض الفيلم الذي يعرض صدر رسل كدلال يعرض بضاعته في السوق . كانت رسل في التاسعة عشرة من عمرها حين مثلت الفيلم . وكان هذا الفيلم من إنتاج استوديوهات رك وراديو التي كان يملكها هيوز ومثلت هنالك رسل مجموعة من الأفلام المغمورة الشهرة ولم تمثل شيئا يذكر إلا حينما استدعتها بارمونت لتمثيل ذو الوجه الشاحب أمام بوب هوب وروي روجرز، وكان ذلك سنة 1948.
وبعد عملها في بارمونت اكتسبت شهرة كممثلة من الصف الأول وهنا استعارتها رك راديو لتمثيل سلسلة من أفلامها قصة لاس فيجاس مع فكتور متيور، مكاو مع روبرت ميتشام ، والخط الفرنسي مع كلبرت رولند ، حيث بفضل عدسة ثري- دي ذات الإبعاد الثلاثية المجسمة أحس الجمهور بواقعية الفلم . وبالسوبر سكوب مثلت جين رسل فيلم تحت الماء حيث يتجسّد التصوير السينمائي تحت الماء بشكل رائع حقا.
مارلــــــين مونــــــرو
ولدت مارلين مونرو (1926-1962) ممثلة هوليود الشهيرة باسم نورما جين بيكر ودرست على يد لي ستراسبرك الأستاذ الكبير في أستوديو الممثل في نيويورك وأصبحت فيما بعد أشهر نجمة سينمائية في العالم ، ومن أفلامها : نياكارا ، موقف باص ، البعض يفضلها ساخنة ، اللامنسجمون . ارتبطت بعلاقات مع الرئيس الراحل جون كيندي وأخيه المرشح الرئاسي روبرت وتزوجت ثلاث مرات كانت آخرها من آرثر ملر الأديب المسرحي المعروف . ماتت جراء تعاطي كمية كبيرة من المهدئات ويقال أنها انتحرت بهذا الشكل . نادرا ما قامت مارلين مونرو بإعطاء أحاديث أو مقابلات لوسائل الإعلام ، وهذه المقابلة مع الصحفي الفرنسي جورج بلمونت هي عبارة عن حديث طويل من جانب واحد قامت به مونرو وليست محادثة بالمفهوم العادي .
م م : أفضل الإجابة على الأسئلة لأني لا استطيع أن أخبرك بكل شيء..
بلمونت : ما هي ذكريات طفولتك المبكرة؟
م م : أنها ذكريات الصراع من اجل البقاء . كنت صغيرة جدا ، طفلة في مهد ، وكنت أصارع من اجل الحياة ولكني أفضل عدم الحديث عنها .. إنها قصة قاسية وهي ليست من شأن احد غيري .
صحيح أنا لقيطة وكان اسم أول زوج لوالدتي هو بيكر واسم زوجها الثاني كان مورنتسن ، ولكنها كانت قد تطلقت من كليهما حينما وُلدتُ . حينما كنت صغيرة كانوا دائما يقولون أن والدي مات بحادث سيارة في نيويورك قبل أن أولد ولكن من الغريب أن يوجد في شهادة ميلادي أن مهنة والدي هي " خباز" وكان اسم زوج أمي الأول هو بيكر أي خباز. وحينما ولدت كانت أمي بحاجة إلى اسم والد لي فاستعملت بيكر بمعنى خباز وكانت هذه هي مهنة الوالد ، محض صدفة ليس إلا . على أية حال كان اسمي الكامل نورما جين بيكر وهكذا كان اسمي في كافة سجلات المدرسة وكل ما قيل غير ذلك فهراء .
إبان الحرب عملت في مصنع وكان العمل مضجرا وكانت حياتي مزعجة جداً . وكنت اعمل في القسم الذي كان بقرب الصباغين الذين كانوا يتوقفون عن العمل ليكتبوا على الحائط ببخاخات الصبغ كلمات غزل موجهة لي .
ومن ثم جاء يوم احتاجت القوة الجوية لأخذ صور لمصنعنا فاختاروني كي اظهر في الصور من نوع الدعاية للمصنع . وبعد تحميض وطبع الصور في معامل كوداك- ايستمان سألوا من هذه الفتاة وبعدها أعلموني أنهم يريدون استخدامي للإعلانات لقاء 5 دولارات في الساعة بينما كنت اعمل لقاء 20 دولار في الأسبوع ولمدة 10 ساعات يوميا . وهكذا قبلت هذا العمل الجديد إلا انه ظهرت لدي مشكلة جديدة وهي أي حين وقوفي في محطة الباص الذي يقلني إلى عملي كان الرجال يقفون بسياراتهم وينزلون الزجاج الأمامي ويتحدثون إلي بكلمات الغزل ويقولون لي عبارات مثل : " ماذا عساك تفعلين واقفة هنا ؟ "،" المفروض فيك أن تعملي في السينما " ....الخ . وكان الكثيرون منهم يعرضون علي أن يوصلوني بسياراتهم وكنت أقول لهم : " لا ، شكرا إني ذاهبة بالباص". لله في خلقه شؤون فالناس بأنواع شتى من الشخصيات والأمزجة والأفكار ولقد التقيت بكافة الأنواع من أخيار وأشرار، مزعجين ومضحكين ... الخ .
التحقت بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ، قسم الدراسات المسائية وكانت المواد التي درستها هي : تاريخ الأدب والأدب الروائي وفعلاً قرأت قصصاً وروايات بغاية الروعة ، وكنت احضر متأخرة على المحاضرات لارتباطي في عمل نهاري في احد استوديوهات السينما بالعمل لغاية المساء كنت اتعب كثيرا لدرجة أحيانا كنت أنام أثناء المحاضرة في الجامعة .
لم تكن تعرف الأستاذة من أنا وكانت تستغرب حينما يقف بعض الطلبة في الخارج وينظرون عبر النافذة وهم يتهامسون فيما بينهم . وفي احد الأيام سألت الأستاذة عني فاخبروها باني ممثلة فقالت : " يا لدهشتي كنت اعتقد أنها راهبة تخرجت لتوها من دير". وكان ذلك أجمل إطراء لي سمعته في حياتي .
ممثلو ستديو الممثل وأستاذهم إيليا كازان
مارلون براندو، جيمز دين ، وورن بيتي ، مارلين مونرو، ناتالي وود ، رود ستايكر، لي جي كوب ، مونتكمري كلفت وغيرهم ممن هم من شلة ستوديو الممثل ، وهو المكان الذي يتعلم فيه بعض الممثلين ما يسمى "الطريقة". والستوديو هو مبنى جزء من عمارة في نيويورك كان يقوم بالتدريس فيه كل من ستراسبرك واليا كازان ، ومبادئ التدريس فيه تعتمد على منهج ستانسلافسكي الروسي وصاحب مسرح موسكو للفن . ونحن لا نعرف الكثير عن ستانسلافسكي لكن نعرف كازان عن طريق أفلامه ذئاب الميناء ، عربة الأمل ، يحيا زاباتا ، شرقي عدن ، ونعرف من جملة ما نعرف أن التمثيل عند كازان هو مزيج من الواقعية والجمالية . تسعى أفلام كازان لإدماج المتفرج بالفيلم وكأنه الواقع الحياتي اليومي المعاش ، لكن باللحظة نفسها هناك تأكيد على جمالية الوجه البشري من حيث التعبير عن الانفعالات والاختلاجات وهناك الصوت البشري حيث ينطق ممثلو كازان الكلمات بجمالية عفوية أو عفوية جميلة فمارلون براندو يتمنطق بالكلام ويلوك الكلمات وكأننا نتوسل به أن ينطقها ليشنف آذاننا بجمالية صوته . ومن ناحية الحركات البدنية فممثلو كازان يبرزون جمال الجسد البشري من ناحية الحركات والتلوي والسير والتكتكة . من ينسى مشهد انكباب براندو بنهاية يحيا زاباتا والرصاصات تنهمر على جسده وكيف يرفس آخر رفسة وهو يطلع الروح ؟ ومن ينسى مشهد وارن بيتي حين تلطمه أخته على خده عدة لطمات وتخرج من عينيه دموع صامتة ؟ وكذلك مشهد إصابة ناتالي وود بانهيار عصبي في قاعة الصف وهي تقترب من المدِّرسة وتقول : " اسمحي لي بالخروج رجاء". ومن ينسى الضرب بقبضات اليد والرفسات الذي يكيلها جماعة لي جي كوب لمارلون براندو ثم بعد أن يسقط على الأرض يتحامل على نفسه ويسير مترنحا نحو بوابة المصنع ويفتحها للعمال . والمشهد الآخر لفيفيان لي حين يأتي الطبيب والممرضة ليأخذوها إلى المصحة وهي تتحدث إلى الطبيب قائلة : " طالما اعتمدت على حنية الغرباء". إيليا كازان : مواليد سنة 1909 في اسطنبول ، وهو ارمني هاجر مع عمه وعمره 4 سنوات على متن إحدى السفن ونزل في نيويورك حيث نشأ وترعرع ودرس واشتغل خادم وحمال ثم اختار التمثيل وظهر بدور ثانوي في مسرحية بانتظار اليسار وانتمى للحزب الشيوعي وفي الأربعينات انشأ ستوديو الممثل بالتعاون مع ستراسبرك . ثم اتجه إلى الإخراج المسرحي وكان أول من يخرج مسرحيات تينسي وليامز وآرثر ميلر على مسارح نيويورك وكان في الوقت نفسه يخرج للسينما . حاز على الأوسكار في فيلم اتفاق السادة ، تمثيل كريكوري بك واوسكار ثاني عن فيلم ذئاب الميناء وكتب واخرج فيلما عن قصة حياته باسم ابتسامة الأناضول ، ومات عام 2003 عن عمر يناهز 96 عاما ومشهور عن الأتراك والأرمن التعمير. ولكازان شعار حياتي علمه إياه عمه " تغذى ، تزوج ، استعد للموت ". ولكازان الفضل في نجومية براندو ، جيمز دين ، وورن بيتي ، وخاصة جيمز دين الذي في شرقي عدن ليس وحسب قدمه كممثل جديد لكن كنوع جديد من الممثلين . هنالك فيلم مغمور الذكر لممثل مغمور الذكر والفيلم اسمه وجه بين الجمهور تمثيل آندي كريفيت (1957) شاهدناه على شاشة السينما بالأسود والأبيض . كما يجب أن نذكر بيبي دول بالأسود والأبيض تمثيل كارول بيكر كارل مالدن ايلاي والاخ وهو الفيلم الذي جعل من والاخ نجما وصعده للقمة حيث تربع في أفلام العظماء السبعة ، الطيب والشرير والقبيح ، رجال في حياتي مع كيبل ومونرو وكلفت .
جيــــــمز ديـــــن
العملاق (وارنر 1956) عن رواية ادنا فربر إخراج جورج ستيفنز مخرج مكان تحت الشمس منتكري كلفت اليزابيث تايلور وشين تمثيل الان لاد . والعملاق تمثيل روك هدسن ، الزابيث تايلور جيمز دين هو آخر فيلم لجيمز دين وقد أتم تمثيله نهاية صيف 1955 وركب سيارته السبورت بسرعة فائقة في الطريق خارج هوليوود وهو يريد الابتعاد حسبما يعرف العارفون ببواطن الأمور لأنه تضايق جدا من تعامل روك هدسن معه ، ويقال كذلك أن سرعة جيمز دين الجنونية والتي أدت إلى تصادم سيارته ومصرعه كانت نوعا من الانتحار أو الانتحار بحد ذاته . حين قرأتُ تفاصيل حياة وموت جيمز دين في مجلة السينما والعجائب البيروتية حسبت في بادئ الأمر أن مصرع ممثل بعمر 24 سنة هو فيلم سينمائي وليس في الواقع ولكن بعد أن انتهيت من قراءة المقال كاملا أدركت فداحة الخسارة وقد أحسست بالأسف الشديد والحزن العميق على نهاية جيمز دين المأساوية ومازلت .
المعروف عن دين انه مثل ثلاثة أفلام شرقي عدن ، ثائر بلا قضية ، والعملاق ، الأول من إخراج إيليا كازان الذي على أساسه جعل منه نجما في الصف الأول ، والفيلم الثاني من إخراج نيكولاس رأي مخرج جوني كيتار ، والثالث والأخير إخراج جورج ستيفنز .
يجب أن نعرف أن إيليا كازان هو صانع نجوم وكذلك ملمع نجوم : جيمز دين ، مارلون براندو، كارل مالدن ...الخ، وفي الواقع فان لجيمز دين أفلام قبل شرقي عدن.
1954: واصل الحكاية أن دين بدأ مشواره الفني ممثلا مسرحيا وأول دور له بالذات كان بدور بدوي عربي لابس دشداشة ثم تحول إلى التلفزيون حيث ظهر لأول مرة في فيلم تلفزيوني اسمه التل رقم واحد 1951 بالاشتراك مع ليف اركسن ورودي مكداول. وفي سنة 1952 ظهر في فيلم تلفزيوني آخر اسمه أبراهام لنكولن ، وفي نفس العام ظهر بدور قصير في المسرحية التلفزيونية مشكلة أب ، وفي سنة 1953 ظهر في المسرحية التلفزيونية وقت طويل قبل الفجر ، وفي السنة نفسها ظهر في البرنامج التمثيلي التلفزيوني روبرت منتكمري يقدم . وبعد وفاته في 30/9/1955 ظهرت عنه خمسة أفلام هي : قصة جيمز دين 1957 ، جيمز دين إلى الأبد 1988، جيمز دين : صورة شخصية ، جيمز دين وأنا وجيمز دين بسرعة فائقة .
أنا شخصيا من جماعة جيمز دين وتعجبني حركاته وطريقة كلامه ، وهو ممثل بارع بحق ترشيح للأوسكار. من المشاهد التي لا تنسى في شرقي عدن حين يهرع راكضا ويقفز فوق السور ليأتي يمد يد العون لأخيه الذي يتعرض له بعض أرباب السوء لإيذائه : إن هذا المنظر على الشاشة قد اتخذ له مكانا قصيا في ذاكرتي . وكذلك في ثائر بلا قضية : المشهد بعد أن يهوي كوري آلن إلى مصرعه بعد سباق الدجاج بالسيارات ويمد دين يده نحو ناتالي وود . وفي العملاق مشهد جيمز دين وهو مكسو بالنفط ويهجم على روك هدسن ويوسعه ضربا ثم يهرع إلى سيارة ويسوقها مسرعا . برز جيمز دين ومات في عز عصر هوليوود الذهبي . ودين هو أيضا أسهم في جعل هذا العصر ذهبيا فمثلما نقول أن عصر النهضة في القرن السادس عشر هو الذي صنع شكسبير لكن أيضا شكسبير أسهم في الإضافة إلى عظمة عصر النهضة ، كذلك ينطبق الكلام على جيمز دين وهوليوود في عصرها الذهبي الذي انتهى مع ظهور أفلام السباكيتي ويسترن وأولها من اجل حفنة دولارات 1964 .
ومثلما يصرخ مارلون براندو وهو يمثل دور انطوني في النسخة السينمائية لمسرحية شكسبير يوليوس قيصر وهو يؤبن قيصر : " كان لنا قيصرا ولقد مات ، فأنى أن يجود علينا الزمن بآخر مثله " . كذلك أنا ارفع عقيرتي بالصباح قائلا : " أنى أن يجود علينا الزمن بأوجه الخمسينات الفوتوجينيك براندو، لانكستر، دين ، كوبر، هدسن ، دوكلاس ، ميتشام ، كلفت ، فلين ، تايلر ، كاردنر ، فليمنك ، لي ، آدامز، هيوارد ، مايو ...الخ ...الخ . أحس باحتصار وانقباض حين أرى على الشاشة هذه الأيام هاريسن فورد ، ميل كبسن ، كيفين كوستنر، توم كروز، مايكل دوكلاس ، جولي روبرتس ، ميريل ستريب ....الخ ...الخ.. ولكن بالأخير أقول أني محظوظ إذ إني عاصرت جيل عصر هوليوود الذهبي .
جون اوزبورن عن لورنس اوليفيه
لوكن كورلي : في مطلع عملك كممثل قبل أن تكتب انظر للوراء بغضب وتجعلك هذه المسرحية أديبا مسرحيا شهيرا ، هل كانت لديك أية علاقة مع اوليفيه ؟
جون اوزبورن : كلا مطلقا. كان أول لقاء لي معه بعد افتتاح مسرحيتي انظر للوراء بغضب في مسرح البلاط الملكي . كان قد شاهدها وأبدى رأيه فيها قائلا بأنها قطعة من براز. لكن احد الأشخاص من الذين يحترم اوليفيه رأيهم اخبره بأنه كان واهما بهذا الحكم على المسرحية وانه يتوجب عليه أن يشاهدها مرة ثانية .
وهكذا استقلا سيارة أجرة انطلقت بهما إلى المسرح . وكانت الفترة موسم تقديم العروض المسرحية المتنوعة وهكذا حينما ارتفعت الستارة كان العرض لمسرحية أخرى هي بطاقات الهوية حيث كنت امثل فيها احد الأدوار . وبعدها جاءني اوليفيه وعرض علي دوراً في فيلم مكبث الذي كان يزمع إنتاجه حينذاك .
كولي : إذن أنت أعجبته كممثل ، لكن هل غير رأيه عن المسرحية ؟
اوزبورن : لست متأكدا .
كولي : حينما كتبت مسرحية المسامر هل كنت تفكر به ليمثل الدور الرئيسي ؟
اوزبورن : كلا أبدا ، ولو أني اعتقد انه هو كان يعتقد باني كتبت الدور له . إذ ليس من عادتي أن اكتب مسرحية وفي بالي دور معين لممثل معين لأني لا اعتقد أن هذه مسالة تعنيني في الكتابة ، على العكس فهي تحد من حريتي في الكتابة .
كولي : متى تقرر أن يقوم اوليفيه بتمثيل دور آرجي رايس في المسامر؟
اوزبورن : بعد أن قرأ اوليفيه المشهدين الأول ، ابدي رغبته في تمثيل الدور، لكنه غير رأيه بعد آن قرأ المسرحية بأكملها . وفي فترة ما رغبت زوجته فيفيان لي الاشتراك في تمثيل احد الأدوار، دور الزوجة . وكانا كلاهما يرغبان في التمثيل سوية في المسرحية .
كورلي : لماذا إذن لم يقوما بذلك ؟
اوزبورن : بصراحة هو كان يردد أن فيفيان جميلة جدا لتمثل هكذا نوع من الأدوار وتبع ذلك مناقشات عقيمة بخصوص الموضوع . ولكن إحدى هذه المناقشات مازلت أتذكرها ، جرت في فندق كونوت حيث كانا يقيمان في تلك الفترة ، وجلسا ودخلا في مناقشة حامية وكان محور الجدل هو فيما إن كان من الأفضل أن تضع فيفيان قناعا مطاطا على وجهها كي تبدو اقل جمالا . اعتقدت أن هذه مناقشة سخيفة ومازلت . ومع أنها لم تمثل الدور في الأخير بالقناع أو بدونه فلقد كانت ذات تأثير وحضور مؤثر كما وكان هناك الكثير من اللغط والنميمة والغيبة وحتى انه كانت بين الحين والآخر تنفجر مشادات حادة ، وكان هناك بالذات مشادة حامية الوطيس بين المخرج جورج ديفين وفيفيان كادت تؤدي إلى إلغاء الاتفاق على إخراج المسرحية ، لولا إصرار اوليفيه على التمسك بتمثيل الدور .
كولي : هل كنت سعيدا بالعمل بالنسخة السينمائية للمسرحية ؟
اوزبورن : صادف وأننا حينما كنا نقوم بتصوير الفلم وكان اوليفيه بطل الفلم ، كان اوليفيه في الوقت نفسه يمثل دور كوريولينوس على المسرح . صادفت إحدى المرات أن الوقت سيفوته للذهاب إلى المسرح بينما هو كان في مكان بعيد يمثل في الفيلم ، فرأينا أن أفضل طريقة لإيصاله إلى المسرح بسرعة هو أننا قمنا بطلب سيارة إسعاف تنقله إلى المسرح ووصل في الوقت المناسب . كانت عملية تحويل المسامر من كونها مسرحية إلى فيلم سينمائي عملية صعبة ولكن بجهود المخرج توني ريجاردسن ومثابرة اوليفيه نجح الفيلم تجاريا وفنيا .
كولي : هل هناك أي تمثيل أعجبك لأوليفيه على المسرح الوطني ماعدا تمثيله دور آرجي رايس الرائع في مسرحيتك ؟
أوزبورن : للأسف لم احظ بمشاهدة روائع تمثيله الأدوار الشكسبيرية وخاصة في مسرحية ريجارد الثالث . بيننا فجوة الأجيال إذ هو كان يمثل هذه الأدوار وأنا طفل ، وحتى حينما كبرت لم يكن لي المال الكافي لشراء تذكرة لدخول المسرح . ومؤخرا شاهدته في مسرحية سترندبرك رقصة الموت وكان رائعا بدرجة فوق العادة . وهو على العموم ممثل عظيم حقا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق