الأربعاء، 4 أغسطس 2010

مطعم ابن سمينة

يقع مطعم ابن سمينة في شارع النهر بمنطقة التجار القريبة من شارع المستنصر في بغداد. يحتوي المطعم على ثلاثة عشر كرسيا موزعة على اربعة موائد , و الحقيقة ان المطعم يعتمد على السفري حيث هناك اسطول من البويات يوصلون طلبات الغداوي على التجار و ضيوفهم في محلاتهم. في صدر مبنى المطعم هناك ترى اسمعيل سمينة و هو واقف على القدور التي يصب منها الطعام في الصحون . كان الطبخ في قدور مستديرة القاع من الصفر الاصلي و كان يطبخ على الخشب. كان يشتري اللحم الطازج يوما بيوم و يستخدم تمن الشامية العنبة الاصلي و الدهن الحر و يذبح الدجاج بيده و لا يستعمل معجون الطماطة اذ يعصر باليد الطماطة و لهذا ترى المرقة التي يقدمها معسلة لكنها غنية بالنكهة الطبيعية للطعام. كانت اسعار المطعم نار اذ بينما كانت وجبة قوزي على تمن تكلف في المطاعم الاخرى 280 فلسا عند ابن سمينة السعر هو 420 فلسا , و لهذا كنت اتناول الغداء عند كل رأس شهر حين استلم مصروفي الشهري. و اذا صادف و ان اشتهيت اكلة عند اثناء ايام الشهر كنت اطلب رز و مرقة من دون لحمة و كان ذلك يكلفني 180 مقارنة بمبلغ 120 فلسا في المطاعم الاخرى . كان المطعم يفتح ما بين الساعة الحادية عشرة و الواحدة ظهرا , و احيانا قبل ذلك , و مرة وصلت عند الثانية عشرة و النصف وانا اهم بالدخول كان اسمعيل ابو حقي جالسا خارج المطعم و البويات ينظفون المحل ايذانا بالتعزيل , فحينما لاحظ ابو حقي خيبة املي اسعفني بكلام جميل قائلا : "المحل محلك , هلا بيك شوكت ما تجي." كان من عادة ابي حقي انه يستقبل بعض زبائنه بعبارات تهكمية مثل :"اهلا بالديمقراطيين " , او "هلا بالخونة انتم تستحقون الاعدام." و السر في ذلك ان اسمعيل ابن سمينة كان الطباخ الخاص لنوري السعيد لغاية فجر 14 تموز 1958و هو بهذه العبارات كان يهمز و يلمز تهكما بالعهد الجمهوري الذي قضى على سيده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق