الأحد، 1 أغسطس 2010

من صلاح سليم

أستاذي الفاضل وأخي العزيز د.صديق


لو كان للزمن آذان واتخيلها ستكون طويلة ومدببة مثل آذان الجان في الف ليلة وليلة لدعتكها دعكا واشفي منه غليلي ..فالزمن جلاد غير مرئي يفرق بيننا ويجعل من المكان حلما.. وهو لم يكن قد اتخذ اجنحة إله اغريقي في صبانا عندما نراقب تلاشي الظل تدريجيا عند مقاعد الحديقة والجامعة..مازالت اوراق اجاباتي على الروايات التي درستنا اياها : رواية "أيما" للكاتبة جين اوستن و رواية "توم جونز" للكاتب هنري فيلدينغ موجودة في بيتي في الموصل تزينها  تصويباتك ....الأيام هنا تمضي ولكن في الطرف النائي من الروح ذكريات عندما كنا نتصيد الأطباق الشهية مثل باجة أتا وتشريب باب لكش وكباب رافع الشواي المطرب الشهير..عالم ساحر مذهل..وكنا معنا يسير اسلافنا....نعم كنا قصائد حرة تتحرك في فضاء من النوافذ المنتهية بنوافذ أخرى الى عوالم الضوء بين غيوم توثينيوس وبوابته الأبدية..الموصل كانت الأقرب الى انكلترا ثقافيا مما هي الآن عسكريا..

لا ادري ان تصلك هذه الرسالة ام انت استاذي صديق بكر اغوان 
صلاح سليم

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزي الاخ والصديق صديق بكر
    امضيت امسيتي اليوم وانا اتجول عبر مذكراتك وقد احسست وانا اقرؤهابثرائها من ناحيتين ؛ تلقائيتها المنسابة التي تدخل الى العقل والروح باتساق عذب ثم ما اضفي عليها من ظلال ثقافتك الوسيعة والمتعددة لذا فقد جاءت متفردة.
    ومع انك كنت ولما تزل منشدا الى تسجيل مذكرات تخص اهتماماتك الثقافية والفنية، وهو حق لك لان الثقافة هي عالمك ، فانني اتمنى ان تنفذ ببصيرتك النقية فتسجل انطباعاتك ورؤاك عما عاصرته في المجالات الاخرى . ان اهتمامك بالثقافة فحسب هو من وجهة نظري نوع من الرفض لجوانب في الانشطة الاخرى وبخاصة الجانب السياسي . من هنا فان انطباعاتك عنها ذات اهمية كبيرة في مجتمع لم يتعود ان يسمع للاخر .
    وتقبل تحياتي وتقديري الكبير
    احمد عبد الله الحسو

    ردحذف